القائمة الرئيسية

الصفحات

جديدنا

الاستعمار الثقافي ورؤية جديدة - الاستشاري الزراعي الدكتور/ أحمد عبد العال

إن الجماهير المغلوبة على أمرها في القارات كلها تجري في الطرقات لا تعرف لها هدف وتبحث عن الملذات في ظنها تريد التشبع منها والبحث عن المزيد!!

لقد نجح الاستعمار الثقافي في فرض طابعه علينا َبتعليق قلوبنا وعقولنا بكلمات جديدة، كما يقول الأستاذ هيثم الخياط : "التنوير، الحداثة، والجديد، والمعاصرة، والتحرر، وثقافة العصر" وهي كلمات تخفي وراءها نسيان الماضي الزاهر، وتبغي إهالة التراب لا على الوحي المحمدي وحده، بل على تراث النبيين أجمعين!!"
يقول شيخنا الفاضل (الغزالي): "سمعت أحد الناس يقول: نحن في عصر الفضاء والذرة وهناك ناس تعيش في عصر الناقة والأطلال!!
قلت له: نحن لا نتكلم في وسائل النقل، بل نتكلم عن وظائف العقل.. إن الذين يجحدون الوحي الأعلى هم فريق من الدواب، وإن غطوا أجسامهم بالمزركش من الثياب ونقلتهم الطائرات بين المشاتي والمصايف.."
إن الاستعمار الثقافي بدأ منذ قرنين، يوم أن أتى ذلك الطاغوت الماجن نابليون بخيله ورجاله وغزا بلادنا بأساطيله وجحافله ليقضي على بوادر نهضتنا الحديثة.
ونترك الكلام للأستاذ الدكتور هيثم الخياط يحدثنا عن هذه النهضة التي حمل لواءها آنذاك "البغدادي"  "صاحب الخزانة" والزبيدي صاحب "تاج العروس" والجبرتي الكبير صاحب المخترعات الميكانيكية والصنائع الحضارية التي تعلمها منه طلاب الفرنجة وذهبوا إلى بلادهم كما يقول (عبد الرحمن الجبرتي المؤرخ) فنقلوا إليها معارفنا!..
وقد استطاع "بونابرت" أن يحقق مراده بكل شراسة فكان يأمر كل يوم بقتل خمسة أو ستة من التلاميذ النابهين لهؤلاء العلماء الأعلام، ثم كلف خليفته "كليبر" أن يجمع المئات من المصريين والمماليك وأن يسفرهم إلى فرنسا ليعتادوا على لغتها وتاريخها ويشهدوا تقدمها وارتقاءها، ثم يعودون إلى مصر مبشرين بحضارة الغرب.. ولقد حدث هذا ووجدنا ما خرج علينا منهم ومن أبنائهم من يشيد بالحملة الفرنسية ويجعلها سبب تقدم مصر ومعرفة العلوم الحديثة...
يقول أمين سامي باشا في كتابه "تقويم النيل": لما غادر الفرنسيين مصر صاغرين، حملوا من الأوراق والكتب لا ما يخصهم فقط بل كل ما رأوه نافعًا لهم ... فهل نعرف تاريخنا ونذكر ما لنا وما علينا...

كتاب الدكتور أحمد عبد العال