استمرار بعض العلاقات لفترة طويلة برغم أن فعاليات هذه العلاقات غير مفهومة، فهذا لا يرجع إلى الحب المطلق، بل يرجع لأن كلا الطرفين على دراية تامة أن الطرف الآخر لا يمكن أن يحل محله أحد آخر.
مثل المدير الذي يكره أحد موظفيه لسبب ما، ولكن لا يستطيع إقالته لأنه متأكد إن موظف بهذه الكفاءة لا يحل محله آخر، بنفس المرتب الضئيل، وأيضا بعض الأزواج مستمرين لأنهم عاقلين كفاية أن يتفهموا كيف ستصبح نفسية أولادهم بعد الانفصال، وإن كل منهم أفضل اختيار في مكانه..
وأيضا الأصحاب، يمكن للعلاقة بينهم أن تدوم لوجود مصالح مشتركة أو أفكار متشابهة.. وأيضا بعض الحموات - وليس أغلبهم - يتعاملن بحكمة مع الطرف الآخر، سواء زوج ابنة أو زوجة ابن، لخوفهن الشديد على أولادهن بعد فشل حياتهم الزوجية، فيتعاملن بإدارة وحكمة، وهن بداخلهن غير محبين للطرف البعيد.
وكذلك لو فكرنا لبرهة، لوجدنا الكثير من العلاقات مثيرة وغير مفهومة، ونتساءل كيف إنها مستمرة حتى الآن..
"معظم الأشخاص ليسوا مخلصين لك، فهم مخلصين لاحتياجاتهم التي لديك. فبمجرد أن تتغير احتياجاتهم، يتغير إخلاصهم" جبران خليل جبران.
إخوة يوسف عندما كانت لهم مصلحة مع أبيهم قالوا: "أخانا" وعندما انتهت المصلحة قالوا: "ابنك".
أنا أري إن هذه العلاقات تستهلك الطرف المحب نفسيًا ومعنويًا وجسديًا أيضًا، لأنه يبذل مجهود كبير في العطاء لطرف لا يري هذا المجهود أو العناء، لأنه يشعر أنه يبذل مجهود فقط ليتحمل الواقع، لأنه غير راضٍ عنه، فيضيع عمر الطرف المحب في العطاء والحب على أمل أن يشعر به الطرف الآخر، وهذا لا يحدث، فيبدأ المحب في أن يُستهلك تدريجيًا وتذبل مشاعره، ويتأثر نفسيًا لضياع العمر مع الشخص الخطأ. أو يتحول لنسخة أخرى من القسوة، وتبلد المشاعر، والرغبة في الأخذ دون عطاء.
وهذه العلاقات تجعلنى أقول: "يقف الشيطان متعجبًا لسواد نوايا البشر، قائلا: تفوقتم في الشر علي بنى إبليس يا بنى البشر"
كتاب الشاعرة زيزي الششتاوي: