هل الأخلاق تتغير بتغير الزمن أو بمروره؟ أم إنها ثابتة ونحن البشر متغيرون؟ قبل الإجابة، نذكر الناس بأن الأخلاق تستمد حياتها أو قوتها من الشرائع السماوية، فالشرائع متفقة على أن الزنا والسرقة وشرب الخمر من المحرمات، وأن اغتصاب أموال الآخرين أو حقوقهم، وظلم الناس والديكتاتورية وقتل الأنفس بدون وجه حق من الكبائر، وهذه هي منبع وقوة الأخلاق...
إذن، فالأخلاق لا تتغير بمرور الزمن وتغيره، بل الناس هي التي تتغير من الأفضل إلى الأسوء أخلاقيًا.. ولا يسموا بأنفسهم إلى العلا...
وتغير مفهوم الأخلاق في المجتمعات البشرية إلى ما يعرف عند الكثير من الناس بالضمير، والضمير كلمة مطاطة تتغير بتغير ثقافات الأفراد والشعوب، فما لا يقبله ضميري يقبله ضمير نظيري في دولة أخرى، وما يقبله ضمير جماعة يمكن ألا يقبله ضمير جماعة أخرى..
إذن الضمير ناتج ثقافة شعوب، لا تربية شرائع سماوية أو مذاهب دينيوية، الشرائع السماوية والمذاهب الدينيوية تحترم الكبير وتوقر العالم، وهذه من الأخلاق ولكن حاليًا نجد في صغار السن من الأطفال والمراهقين وما فوقهم لا يفعلون ذلك - أي عدم احترام الكبير - والبر بالوالدين من أخلاق الشرائع السماوية والمذاهب الدينيوية.. بل وقد وجدوا في عشائر الذئاب أن الشباب منها تبر أبويها عند الكبر، ولكن اليوم لا تجد من تربى على ذلك، بل وجدنا من ألقى بأبويه أو أحدهما في دار المسنين...
كل فساد نجده اليوم على أرض الواقع في أمتنا العربية نتيجة ضياع الأخلاق بين أبنائها وتركهم التدين الصحيح إلا من رحم ربي.. إذن الأخلاق ثابتة بثبوت الشرائع السماوية ولا تتغير.. بل الناس هي التي تتغير أخلاقهم الي الأسوء إلا من رحم ربي - نظرة إلى حال الشارع المصري في الوقت الحالي وقولوا ماذا ترون -
الحل يكون في الرجوع إلى تربية الأجيال القادمة على الأخلاق ارتباط بالتشريعات السماوية، وتعليمهم إن الخلق القويم من فضائل الحياة والذي يجب التمسك به، وإن التدين الحقيقي يؤدي إلى حياة أرقى وأفضل في الدارين...
الاستشاري الزراعي
أحمد عبد العال أحمد