القائمة الرئيسية

الصفحات

جديدنا

الأنا والإبداع في سباعية الكاتب السيد حافظ - بقلم الدكتورة/ أمل درويش



الأنا والإبداع فى سباعية الكاتب الكبير السيد حافظ

بقلم د. أمل درويش.

 

قليلٌ من الكتاب من يغامر بطرح عدة رؤى وأشكال أدبية في سياق عمل واحد.

ولكن الكاتب الكبير السيد حافظ اعتاد السير في دروب وعرة يأنفها الكثيرون ويؤثرون الولوج في دروب أيسر متضحة المعالم، مكتملة الرؤية.

ونحن إذ ندخل عالم السيد حافظ الروائي نترك خلفنا كل القوالب المعتادة، ونستعد لرحلة في عمق محيط الإبداع نطرق أصدافه ونستكشف لآلئها.

وندنو من روضة الأجناس الأدبية المترامية الأطراف في جنبات سباعيته الروائية فنرتشف رحيقها وتركن الروح لبهائها.

وهذا ما دفعني أن قمت بعمل دراسة متعمقة في هذه السباعية الروائية للكاتب السيد حافظ وخلصت بهذه النتائج الملهمة لكل كاتب نستعرض ملامحها معًا وقد صدرت بشكل وافي ضمن كتاب التشاكل الأجناسي في سباعية السيد حافظ 

1- الهوية والانتماء :

تعد الهوية إشكالية كبرى إذا ما حاولنا تفسيرها ، فمن الناحية الفكرية والثقافية نجد الهوية العربية والإسلامية وكذلك النزعة الأجنبية .. وأما إذا ما أخذناها بالمفهوم الجغرافي نجد أنها مقسمة حسب كل جنسية حسب التقسيم الجغرافي الذى قام به المستعمر للبلاد العربية فجزأها بعد تجمع ، وقضى على وحدتها.

وأما إذا ما نظرنا إلى الهوية من الجهة البيولوجية نجد : هوية الذكر والأنثى ، وكذلك شواذ الهوية ، أو معدومي الهوية (الخصيان..) ويمكننا الاستعانة بالكثير من الأحداث والشخصيات والحوارات التى تعبر عن كل هذه الأنواع والأشكال للهوية ، والانتماء .

على حين يتجسد أمامنا اللاشعور : استمد فرويد مفهومه عن اللاشعور من خلال نظرية الكبت ، واعتبر أن المكبوت نموذج للاشعور وبدوره قسم اللاشعور إلى قسمين :

اللاشعور – الذي يكون كامنًا ولكنه يستطيع أن يصبح شعورياً ، واللاشعور المكبوت الذى لا يستطيع بذاته وبدون كثير من العناء أن يصبح شعوريًا .

ثم يقول فرويد : إن الأنا يشمل الشعور ، وهو يشرف على وسائل الحركة ، أى تفريغ التهيجات فى العالم الخارجى، والمنظمة العقلية التى تشرف على جميع العمليات العقلية ، وتنام بالليل لكنها تستمر بالرقابة على الأحلام ، والأنا أيضًا يصدر الكبت.

وبتطبيق ذلك على السباعية ، نجد أن الأنا عند فتحي رضوان تفقد سيطرتها على أحلامه ، وينطلق اللاشعور ، فيستحضر له الشخصيات التي يحمل بداخله إحساساً بالكبت تجاهها ، فهو لا يستطيع أن يبوح برأيه فيها سوى لنفسه فقط ، ولا يمكنه رؤيتها فى الواقع فيبدأ اللاشعور باستحضارها فى أحلامه ليحاورها دون حدود مثل شخصيات : عبد الناصر والسادات.

2 – الأنا والتعبير عن الذات :

نستطيع الآن وبتطبيق نظريات فرويد فى التحليل النفسي فى معرفة الأنا عند كل شخصية من شخصيات الكاتب السيد حافظ.

وطريقة تعبير كل منهم عن ذاته ، فنجد كتابات فتحي رضوان التي يعبر فيها عن انكسار جيل كامل بعد نكسة 1967 ، وكذلك كاظم بعد محنة الاعتقال ، واحساسه بأن هناك من يراقبه حتى بعد خروجه ويراقب أفكاره التى تدور فى عقله ، تعبير سهر عن أحلامها ، حتى تهاني وتعبيرها عن الأنا بالبكاء تارة وببعض الكلمات لفتحي رضوان تارة لتعبر فيها عن حبها له ورغبتها فى البقاء بقربه.

3 – انا والوطن .. حب من طرف واحد.

ما بين الحاضر والأزمنة المختلفة فى كل الروايات هناك أشخاص عشقوا الوطن وأحبوا ترابه ، لكنه لم يبادلهم نفس الحب ، بل قابله بالجحود والنكران فنجد منذ الرواية الأولى إخناتون ، وتتوالى من بعده الحكايات مرورًا بالحاكم بأمر الله ، وصولاً إلى فتحي رضوان وجيله الذين نبذهم الوطن فاضطرهم إلى الهروب منه فى السبعينيات.

ونستعرض في هذا الجزء الكلمات التى وجهها هؤلاء للوطن يشكون قسوته.

 

4- الأنا والآخر :

بعد هروب المحبين من أوطانهم القاسية إلى بلاد أخري يبحثون فيها عن حياة كريمة ، أوفسحة للحرية؛ حرية الكلمة أو حرية الحياة دون تقاليد القبيلة والجبل ، يبدأ كل منهم فى التعبير عما رآه فى الآخر سواء فى المدن الجميلة ، أو ممن التقوا بهم من أشخاص من جنسيات أخرى، لنجد مثلاً انبهار فتحي روضان بنظافة دبي ونرى انبهار سهر بثرائها ، بينما نتعرف على ذلك الحقد الذي يُضمره أبناء كل جالية تجاه الأخرى.

5 – الأنا المثالي :

هذا الضمير الذى يتجسد لفتحي فى صورة رجل يشع منه النور ، كما نجد عبر الحكايات التى ترويها شهرزاد بعض الشخصيات التى تعتبر قدوة لمن حولها وفي زمانها ، مثل سيدنا موسى والكثير من الشخصيات الأخرى، ونكتشف رد فعل من حولهم سواء بالاقتداء بهم أو مهاجمتهم رغبة فى الانغماس فى الملذات.

6 – المرأة فى سباعية السيد حافظ :

هل هى نقطة ضعف أم بؤرة احتواء..

لطالما كانت المراة هذا الملخلوق الهادئ الذى احتار الكثيرون في فهمه وربما بسببها نشبت حروب ، وانهارت دول..

وعبر السباعية نجد المرأة محورًا هامًا للأحداث منذ الخطيئة الأولى للبشر حين عصى آدم أمر الله وأخذ التفاحة ، ورغم أن الشيطان أغوى آدم وحواء ، إلا أن البشر حملوا هذه المعصية لحواء وحدها دون آدم .. ثم هبطا إلى الأرض وتوالت الخطايا ، وكلما احتار البشر فى أسباب الذنوب ألقوا بها على كاهل المرأة واتهموها بالغواية .

وفى السباعية الكثير والكثير من الأحداث التي استضعفت فيها المرأة ، وكذلك لكي نكون منصفين فقد باعت روحها للشيطان أحيانًا .. ربما بعدما يئست من أن ينصفها البشر ويعفون عنها.

7 – الأنا والتصوف :

بعد العديد من الإرهاصات والإشارات يستجيب فتحي رضوان (مثل زيارات الحلاج وذي النون المصري له)

ومن خلال أحداث السباعية نجد الحالة الروحانية موجودة منذ البداية ، بداية من أحاديث إخناتون ومناجاته للإله آتون ، ومناجاة سيدنا موسى لله ، والآيات القرآنية الموزعة توزيعًا دقيقًا ومعبرًا وكذلك أثر بعض السور فى نفس فتحي رضوان 

مثل سورة الرحمن.

 للحصول على نسختك الإلكترونية:

اضغط هنا