القائمة الرئيسية

الصفحات

جديدنا

هل الإنسان ابن بيئته؟ الباحث والمحاضر/ أحمد عبد العال أحمد

أكدت الدراسات الاجتماعية والنفسية والتربوية وعلوم الإنسان (الانثربولوجي) والأبحاث الاجتماعية البيئية ، أن الإنسان ابن بيئته فابن البادية بدوي وابن الريف ريفي وابن الحضر حضري وابن الغابات غاباتي، ومن أبويه ملحدين فهو ملحد بالتربية، وابن من يعبد الأوثان والأصنام كما في كثير من بلدان آسيا كتايلاند والصين والهند بالتالي سيكون ممن يعبد تلك التماثيل والأوثان، وممن هو ابن من يؤمنون بالشرائع السماوية فهو مؤمن بإحدى هذه الشرائع..


وعلم الإجرام يؤكد إن المجرم هو نتيجة بيئة غير صالحة دفعته للإجرام، فالقاتل كان في صغره يقتل الكائنات الصغيرة دون ما رادع يردعه عن القتل، وكذلك السارق وجد من شجعه ورباه على السرقة ولم يجد من يردعه عنها، وكذلك القواد والمقامر، وشارب الخمور، ومدمن المخدرات..


والقس والشيخ ما هما إلا نتاج بيئة دفعتهما إلى تعلم الدين سواء اللاهوت المسيحي أو الشريعة الإسلامية، وعالم الفيزياء والكيمياء والطبيب، والمهندس سواء زراعي أو مدني، والفنان التشكيلي - أعرف نحات يعيش في قرية القصر بالوادى الجديد ابنه نشأ وتربى ليصبح نحات تشكيلي مثل أبيه - كل هؤلاء البيئة الاجتماعية دفعتهم إلى هذا الطريق من خلال التشجيع من الأهل والمعارف والأصحاب..

إذن فكل الدراسات تؤكد أن الإنسان ابن بيئته، ولكن هناك سؤال هل يمكن إصلاح الفاسدين؟ قيل يمكن إصلاح من حاد عن جادة الصواب وهو صغير(طفل) عند ظهور بوادر الفساد الاجتماعي والسلوك الحياتي، بأن يؤخذ الطفل من بيئته الفاسدة ووضعه في بيئة تعمل على تعديل سلوكه من السيء إلى الأحسن، وقد حدث هذا في كثير من الدول الأوروبية، عندما أخذ أطفال ذوي سلوك سيء مجتمعي وتم تعديل سلوك هؤلاء الأولاد والمراهقين من بيئات فاسدة، وتم وضعهم في بيئات صالحة فكانت النتيجة تحويلهم بالكامل من غير صالحين إلى أفراد صالحين نافعين لمجتمعاتهم... وهناك في دول شمال أوروبا يتعاملون مع المساجين بأسلوب اجتماعي راقي والعمل على دمجهم في السجون مع نموذج يحاكي المجتمع الخارجي (خارج السجن) ليكونوا قادرين على الاندماج مع المجتمع بعد تعديل سلوكهم..

الباحث والمحاضر/ أحمد عبد العال أحمد