القائمة الرئيسية

الصفحات

جديدنا

الرسوب المطلق - زيزي الششتاوي

لاحظت مؤخرًا إن المجتمع أجمع قد رسب في امتحانات الأخلاق، رسب في القيم، في الكلمة الطيبه ،في صلة الرحم ،في حب الخير لغيره...... وأكثر. فعلاً رسبوا رسوب مطلق، وذلك للأسف لأنه انعدمت لديهم الرغبة في أنهم يتغيروا للأحسن. بل لأنهم يتسابقون من فيهم الأمهر في فظاظة اللسان، من فيهم الأكثر قدرة على البعد عن الأهل والأصدقاء دون إعطاء محاولات للتقارب، برغم أنه لا شريعة ولا دين تحث على ذلك على الإطلاق..

سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان لين القلب، حتى في نشر الرسالة للكفار ومع من خانوه في الحرب.. ونزلت عليه الآية الكريمة "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" [آل عمران: 159].

وعظة السيد المسيح للجموع حين قال لهم: إن استطعتم التسامح والمغفرة، سيغفر لكم الله أيضًا أخطاءكم وإن لم تغفرا للناس، لا يغفر لكم الله زلاتكم، لأن الله يري المتسامح ويري أيضًا المنتقم ويجازى كل واحد حسب عمله. 

وأيضًا الوصية السادسة لسيدنا موسى من الله في ألواح التوراة كانت "واصنع إحسانًا إلى ألوف من محبي وحافظي وصاياي".

ولكن ما نراه اليوم من نشر مقولات السب والدعاء بالسوء على الغير وأن الناس كلها محسودة من كل الناس، وأن كل الأهل هم الأسوأ، وكل الأصدقاء غدارين، وأن الكل ظالم، والكل سيء، ونشر ثقافة البعد عن الناس، وأن لا خير فيهم، والبعد عنهم راحة، وكأنه لم يوصنا الله على بعضنا. وكأنه لم يوصنا الرسول على صلة الأرحام والجار والصاحب والضيف والمحتاج.

"وكان ظني بالناس أنهم بشر فصارت الشين من أفعالهم قافا" جلال الدين الرومي.

فلا تندهشوا عندما أقول إن المجتمع راسب رسوب مطلق، ويعتقد إن بهذا الرسوب سينجح فالحياة بل بالعكس.. رسوبكم وانتشار السب وفظ الكلام وقطع العلاقات تسبب لنا بانعدام البركة في بيوتنا. وانعدام الرحمة وحب المساعدة بسبب دعواتكم بالخراب، وتمني الشر لبعضكم.

"نصف جمال الإنسان لسانه، فأحسنوا حديثكم" نجيب محفوظ.

قال الله تعالى: "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " صدق الله العظيم.

زيزي الششتاوي