القائمة الرئيسية

الصفحات

جديدنا

التشاكل الأجناسي في سباعية السيد حافظ - مقال الكاتبة أمل درويش في العدد الورقي الجديد من جريدة كنوز عربية

من وحي قصص ألف ليلة وليلة هربت شهرزاد لتعتلي عرش مملكة سباعية السيد حافظ الروائية، تقبض على دفتها وتتنقل برشاقة وخفة من شاطئ لآخر في محيط الزمن، لا حدود تمنعها..

وتخطف قلوبنا معها في سرد متماسك متقن اقتطف من بدائع الأدب وفنونه أروعها ونسقها في لوحة إبداعية، ووليمة أدبية تثري شهية القارئ وروحه الظمأى للجمال والفن.

ولعلك عزيزي القارئ تدرك منذ الوهلة الأولى مدى اندماج الكاتب في المجتمع المصري وانصهاره فيه حتى النخاع؛ فتفاجئك عناوين الروايات الأولى مثل: قهوة سادة.. قهوة زيادة، كابتشينو، شاي أخضر.. شاي بالياسمين فهذه المشروبات الحاضرة في المقهى.. ذلك المكان الذي يمثل النادي الاجتماعي الذي يحتضن بين جدرانه جميع أطياف المجتمع بداية من العامل والمواطن البسيط وصولًا إلى المثقف الواعي والكاتب والمفكر، تختلط كل أحلامهم ومرجعياتهم وأفكارهم لتكون حصيلتها حروفًا يجمعها الكاتب ويشكلها في سرد روائي يحمل رسائلهم لهذا الوطن بكل أشجانها وأفراحها وذكرياتهم معها.

ومع الحديث عن الذكريات يبدأ الكاتب في سرد الخيانات التي عانى منها الوطن عبر الحقب الزمنية المتتالية، فتجد عنوان الرواية التالية: كل من عليها خان، ثم يعود ويناور الوطن ليحصل منه على دليل يدمغ حبه له متضرعًا في شكل عنوانه التالي: حتى يطمئن قلبي، ثم يعكف عن الكتابة بعنوان جديد للرواية السادسة: ما أنا بكاتب حين يصطدم بجفاء الوطن وقسوته، ولكنه في النهاية يعود كعودة الطفل لأحضان أمه فيهديها آخر عنوان: لو لم أعشقها..

ومن خلال هذا السرد العبقري وهذه الملحمة التي تخطت حدود الزمان والمكان؛ فقد قفز بنا الكاتب عدة قفزات عبر الزمن من عصر إخناتون لعصر موسى وفرعون ومرورًا بالحاكم بأمر الله ووصولًا إلى صلاح الدين الأيوبي، وغيرهم من الحكايات التي أماطت اللثام عن كثير من الأحداث التي طُمست عن عمد ووريت بعيدًا عن العيون في محاولة لإخفاء مثالب بعض الحكام وإبراز بطولاتهم فقط في كتب التاريخ الشهيرة.

ولم يتوقف عطاء الكاتب في نبشه للتاريخ المسكوت عنه، ولكنه قرر الثورة والخروج عن الأطر التقليدية للرواية المعاصرة، فقرر استخدام أسلوب المسررواية في بعضها، وكذلك أدخل الفنون الأخرى كمصادر لتنويع الإبداع والثراء الفكري منها الفن التشكيلي والموسيقى والشعر والاستلهام من القرآن الكريم..

وقد أوردت في كتابي الذي يحمل عنوان: التشاكل الأجناسي في سباعية السيد حافظ أمثلة لهذه الأجناس الأدبية مع توضيح ملامح الجمال فيها وما تركته من أثر في السرد بشكل عام..

محاولة متواضعة مني للإحاطة ببعض ملامح الجمال في هذه الملحمة البديعة.

وأتوجه بالشكر للكاتب المبدع الأستاذ السيد حافظ على رحابة صدره ووقته الذي منحني إياه لدعمي في هذا العمل الذي أتمنى أن يصل لأيدي كل قارئ مهتم بالأدب والرواية.


خالص الشكر لأسرة التحرير وكل العاملين  في جريدة كنوز عربية.