مقالاتي عن التغذية - الاستشاري الزراعي الدكتور/ أحمد عبد العال

التغذية

التغذية علم قائم، تحدث عنه علماء الحضارة الإسلامية سواء من أبناء الأمة العربية أو من غير أبنائها، واعتبر الكثير منهم مثل ابن البيطار في كتابه الشهير "الأغذية المفردة" أن الغذاء يعالج كثير من الأمراض لا تعالجها الأدوية المركبة المصنعة أمن الأعشاب.. وفي العصر الحالي هناك كثير من الأمراض ثبت أنه يمكن علاجها بالتغذية الصحية، وهي هامة لحياة الأفراد منذ ولادتهم حتى شيخوختهم، والغذاء الصحي يتكون من بروتين - اللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك والألبان والبيض والبقوليات.. والنشويات متمثلة في الأرز والبطاطس والخبز لإعطاء دفعة من النشاط، إلى جانب بناء خلايا وعضلات الجسم من البروتين وعناصر أخرى، والكربوهيدرات نحصل عليها من الدهون والزيوت النباتية وهي تعطي الطاقة التي يحتاجها الجسم من أجل الحركة، وتأتي الخضروات الممثلة في الخضار الطازج والمطهو مثل السبانخ والملوخية والكرنب، لإعطاء الجسم الحيوية من الفيتامينات والأملاح المعدنية والحديد والماغنسيوم والبوتاسيوم والألياف المفيدة للأمعاء ومضادات الأكسدة..

وللأسف وجدنا أن الفقراء لا يهتمون بالطعام الصحي، وهذا واجب الحكومات وأعلامها للعمل على توعية الفقراء الي ذلك.. وهناك شعوب جل همها ملء البطون فقط غير مهتمة بالطعام الصحي، ربما الطعام الصحي البسيط أهم من طعام كثير يفتقر إلى التكامل والتوازن..

عيد أضحى سعيد

في العيد الأضحى يكثر الجميع من أكل اللحوم الحمراء سواء بقرى أو جاموسي أو ضأن من الأغنام والماعز، ومع أكل اللحوم تؤكل الفتة وهي أكلة معروفة لدى الشعوب العربية.. ولكن الجميع في سباقهم المحموم لأكل اللحوم ينسون أهم شيء، ألا وهو طبق السلطة والذي هو بمثابة حماية للجسم من مشاكل اللحوم، فطبق السلطة الذي يهمله الكثيرون هو من ينظف الجسم من فضلات اللحوم والدهون ويريح الأمعاء والقولون ويكسبهم ليونة لطرد فضلات الطعام، إلى جانب أن الجسم يمتص من خضروات السلطة الفيتامينات الهامة والأملاح المعدنية والألياف المفيدة للأمعاء والقولون، وكذلك مضادات الأكسدة التي لها دور كبير في تأخير شيخوخة أعضاء الجسم وخلاياه... وعصير الليمون ضروري ومفيد وأسرع مهضم ومضاد للسموم ودائما ما ننساه - لا تنسوه - إلى جانب أكبر مهضم ومضاد للأكسدة، وهو الشاي الأخضر، وهو أيضا أكبر عدو للدهون مع الزعتر والبردقوش، وكل من الزنجبيل والقرنفل معًا مع الليمون، لمن يريد إذابة دهون الجسم. ويشرب الجميع كمشروب مخلوط (كوكتيل) مفيد بعد تناول اللحوم: شاي أخضر + زعتر + بردقوش + ليمون – وهو خليط من أفضل مذيبات لدهون الجسم..

الأغذية القاتلة

هل أدت الأغذية الجاهزة والمغلفة والمقلية إلى وفاة الشباب الذي سمعنا وقرأنا عنهم؟؟ كثير من الأسئلة دارت في عقول الناس... الإجابة نعم!! كيف؟؟ هذا ما سأجيب عليه على الفور. من المعروف أن هناك أغذية غير صحية قاتلة تمتلئ بالكثير من الدهون والمواد الحافظة، وهي مواد تحمل مسببات التسمم للجسم إلى جانب أنها من مسببات السرطان، تقوم تلك المواد بتدمير خلايا الجسم وخنق الشرايين التي تحمل الدم إلى أعضاء الجسم من القلب، فعندما تغلق الطريق أمام الدم المحمل بالغذاء المهضوم والأكسجين إلى أعضاء الجسم، إذا فأنت تحرم الجسم من الاستفادة، وبالتالي ترهقه وتقتله بالبطيء، إلى جانب إدمان شرب القهوة والنسكافيه وأنواع من المشروبات بجانب التدخين. وبالطبع لا تخلو السيجارة من المواد المخدرة تحت مسمى الحصول على نشوة، فتكون هذه الطريقة لقتل النفس حتى لو كنت شابًا. وخاصة إذا أنهكت نفسه بالعمل دون راحة، ودون طعام صحي حقيقي، والنتيجة هي ما يطلق عليه "موت الفجأة"، وهو ليس كذلك، بل له مقدمات ثم نتائج ألا وهي الموت فجأة كما يقال. بدون تحليل النتائج والمقدمات السابقة في حياة من مات صغيرًا شابًا..

إذن فالدهون وسموم المواد الحافظة المصنعة هيدرات الصوديوم والنيكوتين وأول وثاني أكسيد الكربون في المياه الغازية هي التي تؤدي إلى تسمم الدم داخل الجسم وبالتالي إلى الوفاة ..

الحل إذن هو العودة إلى ما وضعه الله في الأرض، ألا وهو تناول الخضروات الطازجة والفاكهة الطازجة لحماية شرايين الجسم وحماية كل من القلب والمخ من التلف والتدمير. إلى جانب تناول الأسماك واللحوم والألبان والبيض وعسل النحل، وشرب المشروبات الطبيعية مثل العرقسوس والتمر هندي وشاي الأعشاب، والكف عن إدمان شرب القهوة والشاي والأحمر والنسكافيه والسجائر.

 

غذاء صحي بسيط

يسعى الناس للحصول على غذاء صحي حتى ولو بسيط، أي في صورة سهلة مبسطة، أي صنف واحد على المائدة سهل التناول سهل الهضم وغير مكلف... لكن مع وجود وباء مثل وباء كوفيد١٩، أصبح الأمر مكلفًا وخاصة مع التوقف عن الحركة والعمل في كثير من بلدان العالم، وحتى مع تخفيف الإجراءات الاحترازية في كثير من بلدان العالم، لكن الكثير يواجهون مشاكل عديدة مع توقف الحركة الحياتية، مثل الصناعة والتبادل التجاري. وإن لم تتوقف الزراعة لأنها الحياة، وإلا حدثت مجاعات، ليست في الدول الفقيرة فقط، بل في الدول الغنية أيضا..

وسعى الإنسان للحصول على غذاء صحي سعيًا محمودًا، لأن الغذاء الصحي يقيد الجسم فهو يعطيه الصحة والعافية والقوة والمناعة، ويحميه من كثير من الأمراض مثل أمراض القلب والسرطان بأنواعه، ويؤخر أعراض الشيخوخة وأمراضها، ويقلل من أسباب هشاشة العظام وآلام المفاصل وخشونتها، إذ أن الفيتامينات والأملاح المعدنية والعناصر الأخرى تمنح الجسم البشري القوة والصحة والعافية والنشاط والمناعة..

وهذا كله متوفر في الخضروات الطازجة والفواكه الطازجة والأسماك والألبان واللحوم بأنواعها والبيض وعسل النحل والمكسرات والزيوت كزيت الزيتون.. ولقد عرف المواطن العربي في عقود قريبة من عقدنا الحالي طعام صحي بسيط يتمثل في وجبة بسيطة من الفول المدمس بزيت الحار، أو زيت الزيتون للمحافظة على قلبه وشرايينه مع بعض أنواع من الجبن الريفي (الفلاحي) أو جبن لبن الماعز مع بعض الخضروات الطازجة مثل الجرجير أو الفجل أو الخيار والطماطم أو الخس وهذا الطعام يوفر الصحة والنشاط والحيوية والعافية ..

إذ أن الطعام البسيط الذي لا يوجد فيه قلي أو تسبيك أو ما شابه ذلك من صنوف الطهي، فهو طعام مريح للمعدة وللجهاز الهضمي وللجسم عامة..

فالطعام البسيط المكون من صنف واحد مع طبق سلطة مشكل أفيد عشرات المرات من الأطعمة الجاهزة السريعة التحضير أو المكيسة أو المغلفة أو الأطعمة المحفوظة.. جربوا صنف واحد على المائدة مع طبق سلطة، ستجدون الراحة لأمعائكم مع الصحة، تجنبوا الطعام المقلي والمسبك والمحفوظ، استخدموا طعام غير مطهي (مطبوخ) مثل الجبن الفلاحي مع الخضروات الطازجة أو مطهي على البخار مثل الخضروات التي تؤكل مطبوخة.. وكذلك طهي اللحوم والدجاج على البخار، ستجدون فرق شاسع بين الطرق التقليدية للطهي والطهي على البخار.

احصل على كتاب الدكتور/ أحمد عبد العال..

التنمية البشرية