القائمة الرئيسية

الصفحات

جديدنا

تفائل بالخير تجده - الاستشاري الزراعي الدكتور/ أحمد عبد العال

من عدة سنوات، قرأت في المجلة الطبية البريطانية تساؤلات عن كيفية إفراج الرحمة عن (المقريحي) المتهم في حادث (طائرة لوكيربي)، وكيف إن العالم كان ضد قرار القضاء الاسكتلندي الذي اعتمد على تقرير الأطباء البريطانيين في أن السرطان استفحل في جسم المتهم، وأنه لم يبق له في الحياة إلا من ٣ إلى ٤ شهور، ومن ثم تم الإفراج عنه. وقد سافر وتم استقباله في ليبيا استقبال الأبطال.. ومرت الشهور وهو مازال على قيد الحياة، وامتدت الي سنة، بالرغم من استفحال السرطان في جسده. ماذا حدث في جسم هذا الرجل؟

هذه الأحداث كانت قبل سنة ٢٠١١ أي قبل ثورة الشباب على القذافي. كذلك شاهدت بعض من المعارف والأصدقاء والذين يعانون من أمراض عضوية خطيرة وقد أعطى لهم الأطباء فترة لا تتجاوز بضعة أسابيع، ولكن يكون تصميمهم على البقاء هو الذي يعطي حافز أقوى للبقاء عن المدة التي حددها الأطباء..

يوجد تفسير علمي لتلك الظواهر حيث إنه توجد علاقة واضحة بين جهاز المناعة والذي يعطي الطاقة للخلايا في الجسم لمقاومة أي مرض وبين مزاج الإنسان، فكلما كان يتمتع الفرد بما يقال عنه جودة الحياة أو الصحة النفسية، من الأمل، والطموح، والاستقرار النفسي ومن روح الانبساطية والفكاهة والدعابة، كلما كان الجهاز المناعي يعمل بكفاءة. بل إنه يوجد في تاريخ الطب معجزات بأن السرطان أو أمراض خطيرة يئس منها الطب وبعد فشل كل العلاجات، اختفى المرض وتوقف انتشاره في الجسم، وعاود الفرد نشاطه العادي وذلك بفضل علاقة الإرادة ونفسية الإنسان وجهاز المناعة...
يتكلمون في الغرب كيف أن (المقريحي) بعد عودته إلى ليبيا، وعاش بين أسرته وأصدقائه ووطنه، عادت إليه الحياة. بعد أن كان يائسًا مسجونًا، مريضًا ليس أمامه إلا الموت، وحدثت المعجزة في أنه استطاع مقاومة المرض، وكيف إن الحالة النفسية تستطيع أن تقوى جهاز المناعة.
يحكي أن بعض السيدات ذوات العزيمة والإرادة أصرين أمام الطبيب السرطان على أن العلاج الكيميائي لن يسقط شعرهن لأن الله معهن، ولقد سخر الطبيب الفرنسي المعالج من كلامهن. ولكن، عند متابعتهن، وجد إن إصرارهن وإرادتهن قد حققت توقعاتهن، ولم يسقط الشعر ولم يحتجن لأي غطاء للرأس أثناء العلاج الكيماوي..
ويتجه العلماء للاعتقاد بأن الله قد خلق للإنسان مخين، أحدهما في الجمجمة والآخر في الجهاز المناعي، حيث إنه وجد أن الموصلات العصبية و"الببتايدس" والمواد الأخرى التي يفزها المخ، يفرزها أيضًا جهاز المناعة.. وتوجد علاقة ارتباطية، فكلما تحسن المزاج والحالة النفسية، زادت قوة جهاز المناعة، أما الأسى والحزن والاكتئاب، فيضعف جهاز المناعة، لذا كثير ما نسمعه عن إصابة البعض بجلطة المخ أو القلب عند فقد عزيز، أو ظهور مرض السكر بعد حادث مؤلم، أو بداية للروماتيد بعد صدمة عصبية، أو ارتفاع الضغط بعد التعرض لكروب الحياة أو الإحباط..
إن الصحة النفسية والتفاؤل ووجود الأمل والصبر والابتسامة والإصرار والإيمان قد يقومون بمعجزات قد يعجز الطب عن تحقيقها، إن السعادة معدية.. والابتسامة تشع على الآخرين وكذلك اليأس والاكتئاب قد ينتشران على من حولهم..
دعونا نسلك طريق الأمل والتفاؤل والإيمان وجودة الحياة...

الاستشاري الزراعي والباحث والمحاضر/ د. أحمد عبد العال

للحصول على كتاب التنمية البشرية

اضغط هنا

سسس