الخميس، 17 يونيو 2021

النشر الورقي والنشر الإلكتروني - منقول

كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول النشر الإلكتروني مقارنة بالنشر التقليدي (المطبوع). ولعل السبب في ذلك يرجع إلى التطورات الحديثة والمتسارعة في مجال التقنية وخصوصا ما يتعلق منها بالحاسب عموما وشبكة الإنترنت خصوصا. وقد قدمت تلك التقنيات آفاقا جديدة في مجال الإعلام والنشر لم تكن معروفة من قبل وأفرزت أساليب غير تقليدية في نقل المعلومات. لعل من أهمها النشر الإلكتروني. هذه التطورات مجتمعة دعت شركات التقنية إلى دخول هذه السوق وتطوير منتجات تخدم هذا التوجه. ومن هذه المنتجات على سبيل المثال الكتاب الإلكتروني »60001 والنشر من خلال الإنترنت بصيغة والنشر بصيغة    html  والنصوص المصورة  pdf. والنشر على الأقراص المدمجة وغيرها.

أما ردود الفعل من قبل القراء تجاه هذه التقنيات فكانت متفاوتة. فالبعض بالغ في إمكانياتها ومستقبلها. والبعض الآخر قلل من شأنها وراهن على النشر التقليدي المطبوع. ولعل هذا الأمر مرتبط وبشكل أسامي بتقبل القارئ للقراءة عبر الشاشة بدلا من الورق. لذلك نجد أن غالبية الفئة الأول (المؤيدين) هم من مستخدمي الحاسب بشكل كبير حيث تألفوا معه وتعودوا على القراءة عبر الشاشة. على حين نجد الفئة الثانية (المعارضين) ممن قل استخدامهم للحاسب أو لا يستخدمونه أساسا.


تعريف النشر:

هو العملية التي تتضمن جميع الاعمال الوسيطة بين كتابة النص الذي يقوم به المؤلف ووضع هذا النص بين ايدي القراء عن طريق المكتبات التجارية والموزعين.

تعريف النشر الإلكتروني:

استخدام الاجهزة الالكترونية والتكنولوجيا الحديثة وفي مقدمتها الحاسبات الالية في مختلف مجالات النشر كالإنتاج والتوزيع والادارة. حيث يتم توزيعها على وسائط الكترونية كالأقراص المرنة والاقراص المدمجة والشبكات العالمية كالأنترنت بحيث يستخدمها المستفيدين (المستخدمين) بكل سهولة ويسر.

ورد في المعجم الموسوعي لمصطلحات المكتبات والمعلومات المقصود بالنشر الإلكتروني مرحلة يستطيع فيها كاتب المقال أن يسجل مقاله على إحدى وسائل تجهيز الكلمات ثم يقوم ببثه إلى محرر المجلة الإلكترونية. الذي يقوم بالتالي بجعله متاحاً في تلك الصورة الإلكترونية للمشتركين في مجلته. وهذه المقالة لا تنشر وإنما يمكن عمل صور منها مطبوعة إذا طلب أحد المشتركين ذلك.

ان النشر الإلكتروني يعني نشر المعلومات التقليدية الورقية عبر تقنيات جديدة تستخدم الحاسبات وبرامج النشر الإلكتروني في طباعة المعلومات وتوزيعها ونشرها وهذا على حد قول عبد الغفور قاري.

الفروق بين عملية النشر التقليدي وعملية النشر الإلكتروني:

النشر الإلكتروني:

-        إمكانية تجميع الوثيقة بأشكال متعددة صوتية. نصيه. وصورية.

-        إمكانية الإنتاج السريع والعالي لكم كبير من الوثائق الإلكترونية.

-        تضل الوثيقة الأصلية على جودتها ومن الممكن أن تضيف تحسين وتعديل علها

-        إمكانية التعديل والتجديد وإعادة استخدام البيانات. قد يطرح مشكلة في درجة الثقة والضبط.

-        إمكانية التوزيع السريع للوثيقة بشكل سريع وفي أي مكان.

-        صعوبة تحديد وتطبيق الحقوق الفكرية وتطبيق القوانين الإبداعية.

النشر التقليدي:

-        النشر الورقي يصل إلى شريحة كبيرة من القراء الذين لا يحسنون استعمال الكمبيوتر. أو لا يملكون قيمته. أو لا يستطيعون الاتصال بالشبكة

-        القراءة من خلال الورق أكثر راحة للعين من القراءة عبر الشاشة

-        تضمن الحقوق كامل من ناحية الإيداع وضمان حقوق المؤلف

-        يعط الوثيقة ثقة تامة وضبط؛ حيث يضمن سلامتها

-        صعوبة نشر الوثيقة بسبب الإجراءات الطويلة التي تمر بهاء وهذا قد يكون ميزة وعيب.

الفرق بين النشر المكتبي والنشر الالكتروني:

عند حاجتنا لتعريف النشر الإلكتروني يتوجب علينا قبل ذلك التعريج على النشر المكتبي والذي يعرّفه إيمان السامرائي وعامر قنديلجي بتعاريف منها:

 أنه استخدام الحواسيب في الطباعة.  هو نظام إنتاج طباعي قليل الكلفة. له القدرة على تركيب وتشكيل وتجميع كل من النص المكتوب والمخطوطات والأشكال المرسومة على شاشة عالية الجودة مع برمجيات خاصة لهذا الغرض وضعت وصممت لجعل الطباعة عملية يمكن إتقانها والقيام بها من قبل أي شخص بعد تدريب بسيط.

النشر المكتبي هو عبارة عن برمجيات خاصة مع حواسيب وطابعات ليزرية غير مكلفة تنتج صفحات منظمة ومعدة بصورة جذابة يمكن من خلالها الحصول على خطوط بأنواع وأشكال مختلفة ومتنوعة.

أما شوق سالم فيستعرض لنا النشر المكتبي من خلال جملة تعاريف منها:

هو تطبيق ناشئ للحواسيب الميكروية لتصميم وطباعة وثائق عالية الجودة بشكل كامل في المكتب ذاته دون إرسال أي معلومات أو أعمال طباعية إلى الخارج. أو عند الانتهاء من إعداد الصورة الأصلية للوثائق فيمكن عندئذ إرسالها إلى شركة طباعية لإنتاج كميات منها.

هو أحد تطورات نظم أجهزة معالجة النصوص التي تحولت من شكل آل لتنفيذ الحروف إلى شكل إخراجي متميز بأحجام مختلفة من حروف الطبع مع مستوى إخراج قد يصعب حت على المحترف القيام به بمستوى الحاسب نفسه. ومن هنا يمكننا تعريف النشر الإلكتروني بأنه:

استخدام أجهزة وأنظمة تعمل بالكومبيوتر في الابتكار والإبداع وإعداد الصفحات وإنتاج صفحات نموذجية وإخراجها كاملة ومنتهية.

وتتيح تقنيات النشر الإلكتروني الحديثة إمكان العرض السابق للصفحات. وتحريرها وإعداد صفحات نهائية بأسلوب تفاعلي وهي لا تزال في صورة إلكترونية. وهو ما يعرف اصطلاحاً باسم "ما تراه تحصل عليه".

تأثيرات على المكتبة من خلال تعايشها مع النشر الإلكتروني:

نوجزها كما تناولها بشار عباس وآخرون في النقاط التالية:

تخصص المكتبات التجارية في الدول المتقدمة جناحاً خاصاً لبيع أقراص المدمجة. ومع تزايد استخدام هذه الأقراص بدأت هذه المكتبات تنظيم بيعها من خلال برنامج حاسوبي يصنف هذه الأقراص موضوعياً وبعرضها ضمن قوائم. مما سهل على العميل انتقاء القرص الذي يريده.

أخذت المكتبات العامة تخصص قسماً خاصاً بالأقراص المدمجة يستطيع فيا المشترك أن يستعرض الأقراص الموجودة ضمن قائمة استعراض عامة. وإذا اختار القرص المطلوب يستطيع طلبه.

تستطيع المكتبات العامة اليوم أن تبحث عن عناوين الكتب التي تغط مجالاً معيناً يطلبه المستفيد وذلك صورة سريعة من خلال برامج حاسوبية وإذا لم تكن النتائج مقنعة يستطيع الاستعانة بالإنترنت من خلال فهارس بعض المكتبات. ويمكن طباعة هذه المعلومات في ثواني. وهنا يكمن الفرق في الوقت بين البريد وبين هذه العملية.

في عالمنا اليوم تتضاعف المعلومات كل خمس سنوات مما يجعل متابعة كل شيء في هذا المجال من مقالات وكتب وتقارير ونشرات مستحيلاً دون استخدام قواعد بيانات متقدمة تستعين بمكان متخصصة. ومن الملاحظ عند بعض المنظمات العلمية تحديث القواعد بصورة تعاونية وإصدار القوائم المحدثة سنوياً على أقراص مدمجة وتوزيعها بهدف تعميم الفائدة مها.

بدلا من إصدار نشرات الإحاطة الجارية شهرياً تستطيع المكتبات الحديثة اليوم إصدار هذه النشرات بشكل يومي من خلال موقعها في شبكة الإنترنت دون تحمل طباعة وتكاليف بريد.

تستطيع المكتبات الحديثة اليوم نشر كشافاتها ومستخلصاتها ونظم استرجاع المعلومات الخاصة بها من خلال موقعها على شبكة الإنترنت وبالتالي يستطيع المستفيد أن يحصل على هذه المعلومات وهو في مكتبة أو بيته مما يسهل عملية تحديد الكتاب أو الشيء المطلوب.

ستطيع المكتبات الحديثة بناء نظم الأرشفة الضوئية لتحل محل تقنيات المصغرات الفيلمية. ذلك لحفظ صور المقالات المهمة من الدوريات والتقارير والنشرات. وبذلك يمكن إدخال المقالات الحديثة واسترجاعها بسهوله تامة من خلال قاعدة للبيانات. ولقد أصبح هذا الحل ممكنا بسبب الانخفاض المستمر في أسعار الأقراص الضوئية. مما جعلها في متناول الأفراد العادين.

لابد للمكتبات الحديثة من أن تتعامل مع الكتب الرقمية الإلكترونية وتستطيع أن تحقق الفائدة القصوى من ذلك. أن تقوم باستخدام نظم استرجاع المعلومات للنص الكامل. وهي التي تبحث في النص أو المقال وذلك بواسطة الكلمات المفتاحية من صلب النص نفسه.

لقد ارتفعت أسعار بعض المطبوعات مما يجعل هذه الأسعار تتجاوز القدرة الشرائية لأي فرد ولا يمكن توفرها إلا في المكتبات فقط. وقد أدى الارتفاع المستمر في الأسعار إلى أن أصبح بعض هذه المطبوعات خارج حدود إمكانات المكتبات الصغيرة والمتوسطة. وهذا يقلل فرصة الحصول على المعلومات.

يتعزز لاتجاه نحو استخدام الوسائط الإلكترونية لإرسال الرسائل وتقديم خدمات التكشيف والاستخلاص. والموجزات الإرشادية والأدلة والتقارير الفنية وبراءات الاختراع والمواصفات القياسية والدوريات المتخصصة في العلوم.

تغيير مفهوم التعامل بين الناشر أو المزود والمكتبة وأصبحت هناك حاجة إلى فهم قانوني أكبر لهذه التعاملات وخاصة فيما يتعلق بالتراخيص والعقود وصياغتها وأجراء المفاوضات وطريقة دفع الالتزامات المالية.

أصبحت المخاوف الأمنية من الاختراقات أو الاستخدامات السيئة للنظم هاجساً حقيقياً أفرزته التقنيات والنظم الحديثة التي جاءت للمكتبات وأدخلتها في بيئتها.

ويتميز النشر الإلكتروني عن النشر التقليدي بخصائص وصفات أوردها عماد عبد الوهاب الصباغ في الاتي:

-        إمكانية إنتاج وتوزيع المواد الإلكترونية بشكل سريع.

-        إمكانية إجراء التعديلات بشكل فوري.

-        يوجد حاجة للوسطاء والتوزيع التقليدي.

-        مساهمة عدد من المؤلفين أو الكتاب في إنتاج المادة الإلكترونية بشكل تعاوني

-        يمكن توزيع المادة الإلكترونية لكل أرجاء الأرض دون الحاجة لأجور التوزيع

-        يمكن للمستفيد شراء المقالة أو الدراسة الواحدة فقط؛ بعكس الدوريات التقليدية التي يتم شراء الدورية كاملة

مزايا النشر الالكتروني:

-        تقليل التكاليف

-        اختصار الوقت

-        سهولة البحث عن معلومة معينة

-        التفاعلية باستخدام ما يعرف بنقاط الربط.

-        توفير المساحة

-        متابعة الزبائن

-        سهولة التعديل والتنقيح

-        النشر الذاتي

-        الحفاظ على البيئة

مساوئ النشر التقليدي:

-        عدم القدرة على الإضافة والحذف لأن هذا سوف يشوه مظهرها.

-        عدم القدرة على استخدام البيانات والتعديل فيها

-        الوثائق التقليدية. تحتاج إلى وقت طويل للنشر

-        عملية النشر مكلفة.



تفائل بالخير تجده - الاستشاري الزراعي الدكتور/ أحمد عبد العال

من عدة سنوات، قرأت في المجلة الطبية البريطانية تساؤلات عن كيفية إفراج الرحمة عن (المقريحي) المتهم في حادث (طائرة لوكيربي)، وكيف إن العالم كان ضد قرار القضاء الاسكتلندي الذي اعتمد على تقرير الأطباء البريطانيين في أن السرطان استفحل في جسم المتهم، وأنه لم يبق له في الحياة إلا من ٣ إلى ٤ شهور، ومن ثم تم الإفراج عنه. وقد سافر وتم استقباله في ليبيا استقبال الأبطال.. ومرت الشهور وهو مازال على قيد الحياة، وامتدت الي سنة، بالرغم من استفحال السرطان في جسده. ماذا حدث في جسم هذا الرجل؟

هذه الأحداث كانت قبل سنة ٢٠١١ أي قبل ثورة الشباب على القذافي. كذلك شاهدت بعض من المعارف والأصدقاء والذين يعانون من أمراض عضوية خطيرة وقد أعطى لهم الأطباء فترة لا تتجاوز بضعة أسابيع، ولكن يكون تصميمهم على البقاء هو الذي يعطي حافز أقوى للبقاء عن المدة التي حددها الأطباء..

يوجد تفسير علمي لتلك الظواهر حيث إنه توجد علاقة واضحة بين جهاز المناعة والذي يعطي الطاقة للخلايا في الجسم لمقاومة أي مرض وبين مزاج الإنسان، فكلما كان يتمتع الفرد بما يقال عنه جودة الحياة أو الصحة النفسية، من الأمل، والطموح، والاستقرار النفسي ومن روح الانبساطية والفكاهة والدعابة، كلما كان الجهاز المناعي يعمل بكفاءة. بل إنه يوجد في تاريخ الطب معجزات بأن السرطان أو أمراض خطيرة يئس منها الطب وبعد فشل كل العلاجات، اختفى المرض وتوقف انتشاره في الجسم، وعاود الفرد نشاطه العادي وذلك بفضل علاقة الإرادة ونفسية الإنسان وجهاز المناعة...
يتكلمون في الغرب كيف أن (المقريحي) بعد عودته إلى ليبيا، وعاش بين أسرته وأصدقائه ووطنه، عادت إليه الحياة. بعد أن كان يائسًا مسجونًا، مريضًا ليس أمامه إلا الموت، وحدثت المعجزة في أنه استطاع مقاومة المرض، وكيف إن الحالة النفسية تستطيع أن تقوى جهاز المناعة.
يحكي أن بعض السيدات ذوات العزيمة والإرادة أصرين أمام الطبيب السرطان على أن العلاج الكيميائي لن يسقط شعرهن لأن الله معهن، ولقد سخر الطبيب الفرنسي المعالج من كلامهن. ولكن، عند متابعتهن، وجد إن إصرارهن وإرادتهن قد حققت توقعاتهن، ولم يسقط الشعر ولم يحتجن لأي غطاء للرأس أثناء العلاج الكيماوي..
ويتجه العلماء للاعتقاد بأن الله قد خلق للإنسان مخين، أحدهما في الجمجمة والآخر في الجهاز المناعي، حيث إنه وجد أن الموصلات العصبية و"الببتايدس" والمواد الأخرى التي يفزها المخ، يفرزها أيضًا جهاز المناعة.. وتوجد علاقة ارتباطية، فكلما تحسن المزاج والحالة النفسية، زادت قوة جهاز المناعة، أما الأسى والحزن والاكتئاب، فيضعف جهاز المناعة، لذا كثير ما نسمعه عن إصابة البعض بجلطة المخ أو القلب عند فقد عزيز، أو ظهور مرض السكر بعد حادث مؤلم، أو بداية للروماتيد بعد صدمة عصبية، أو ارتفاع الضغط بعد التعرض لكروب الحياة أو الإحباط..
إن الصحة النفسية والتفاؤل ووجود الأمل والصبر والابتسامة والإصرار والإيمان قد يقومون بمعجزات قد يعجز الطب عن تحقيقها، إن السعادة معدية.. والابتسامة تشع على الآخرين وكذلك اليأس والاكتئاب قد ينتشران على من حولهم..
دعونا نسلك طريق الأمل والتفاؤل والإيمان وجودة الحياة...

الاستشاري الزراعي والباحث والمحاضر/ د. أحمد عبد العال

للحصول على كتاب التنمية البشرية

اضغط هنا

سسس




الأخلاق والفطرة - الاستشاري الزراعي الدكتور/ أحمد عبد العال

هل طبائع البشر مرتبطة بالأخلاق داخل النفس البشرية؟؟ هل هما متكاملين؟ أم هما يسيران على خطين متوازيين داخل النفس البشرية؟ أم هما متعاكسين؟ أسئلة كثيرة قد تكون محيرة، ولكن لابد من إجابة!!! الكرم والجود، التواضع، التسامح، البخل، الإسراف، التعالي والغرور والكبرياء، التشدد والتنطع، العند.. كلها طبائع بشرية يكتسبها الإنسان منذ نشأته من البيئة والمجتمع وتربية أهله له، منها ما يتوافق مع الأخلاق الحميدة مثل الكرم والجود والصدق والأمانة والتواضع والتسامح، إذن هنا الطبع البشرية (طبيعته) يتوافق مع الأخلاق الحميدة، وهذا ما تنادي به الشرائع السماوية - خاصة الشريعة الإسلامية - وكذلك المذاهب الدينيوية التي تحث على مكارم الأخلاق....

أما العند والكبر والغرور والتعالي والبخل والإسراف، فهو ما يتوافق مع الطبائع الرديئة - ويمكن تسميتها مجازيًا الأخلاق الرديئة - إذن تتوافق الطبائع البشرية مع الأخلاق حسبما نشأ المرء وتربى عليه خلال حياته الأولى منذ طفولته إلى سن الرشد، وهي فترة تكون حياة المرء وخصاله وأخلاقه وطبائعه وعاداته وتقاليده..

إذن الأخلاق تتوافق وتتوائم مع طبائع البشر... الأخلاق المكتسبة من الشرائع السماوية ترفض الرديء من طبائع البشر رفض تام..

لكن تتوافق مع الجيد من الطباع، فلا يمكن أن إنسان متواضع متسامح نراه فظ غليظ أو نراه بخيلاً وعنيدًا، كذلك الحكيم لا يمكن أن نراه متعالي متكبر مسرف، كذلك الحليم لا يمكن أن نراه خبيث متعنت مهمل، وهكذا لا يمكن جمع الأضداد في نفس واحدة لا يمكن البتة..

الاستشاري الزراعي والباحث والمحاضر/ د. أحمد عبد العال

للحصول على كتاب التنمية البشرية

اضغط هنا



الثلاثاء، 15 يونيو 2021

الأنا والإبداع في سباعية الكاتب السيد حافظ - بقلم الدكتورة/ أمل درويش



الأنا والإبداع فى سباعية الكاتب الكبير السيد حافظ

بقلم د. أمل درويش.

 

قليلٌ من الكتاب من يغامر بطرح عدة رؤى وأشكال أدبية في سياق عمل واحد.

ولكن الكاتب الكبير السيد حافظ اعتاد السير في دروب وعرة يأنفها الكثيرون ويؤثرون الولوج في دروب أيسر متضحة المعالم، مكتملة الرؤية.

ونحن إذ ندخل عالم السيد حافظ الروائي نترك خلفنا كل القوالب المعتادة، ونستعد لرحلة في عمق محيط الإبداع نطرق أصدافه ونستكشف لآلئها.

وندنو من روضة الأجناس الأدبية المترامية الأطراف في جنبات سباعيته الروائية فنرتشف رحيقها وتركن الروح لبهائها.

وهذا ما دفعني أن قمت بعمل دراسة متعمقة في هذه السباعية الروائية للكاتب السيد حافظ وخلصت بهذه النتائج الملهمة لكل كاتب نستعرض ملامحها معًا وقد صدرت بشكل وافي ضمن كتاب التشاكل الأجناسي في سباعية السيد حافظ 

1- الهوية والانتماء :

تعد الهوية إشكالية كبرى إذا ما حاولنا تفسيرها ، فمن الناحية الفكرية والثقافية نجد الهوية العربية والإسلامية وكذلك النزعة الأجنبية .. وأما إذا ما أخذناها بالمفهوم الجغرافي نجد أنها مقسمة حسب كل جنسية حسب التقسيم الجغرافي الذى قام به المستعمر للبلاد العربية فجزأها بعد تجمع ، وقضى على وحدتها.

وأما إذا ما نظرنا إلى الهوية من الجهة البيولوجية نجد : هوية الذكر والأنثى ، وكذلك شواذ الهوية ، أو معدومي الهوية (الخصيان..) ويمكننا الاستعانة بالكثير من الأحداث والشخصيات والحوارات التى تعبر عن كل هذه الأنواع والأشكال للهوية ، والانتماء .

على حين يتجسد أمامنا اللاشعور : استمد فرويد مفهومه عن اللاشعور من خلال نظرية الكبت ، واعتبر أن المكبوت نموذج للاشعور وبدوره قسم اللاشعور إلى قسمين :

اللاشعور – الذي يكون كامنًا ولكنه يستطيع أن يصبح شعورياً ، واللاشعور المكبوت الذى لا يستطيع بذاته وبدون كثير من العناء أن يصبح شعوريًا .

ثم يقول فرويد : إن الأنا يشمل الشعور ، وهو يشرف على وسائل الحركة ، أى تفريغ التهيجات فى العالم الخارجى، والمنظمة العقلية التى تشرف على جميع العمليات العقلية ، وتنام بالليل لكنها تستمر بالرقابة على الأحلام ، والأنا أيضًا يصدر الكبت.

وبتطبيق ذلك على السباعية ، نجد أن الأنا عند فتحي رضوان تفقد سيطرتها على أحلامه ، وينطلق اللاشعور ، فيستحضر له الشخصيات التي يحمل بداخله إحساساً بالكبت تجاهها ، فهو لا يستطيع أن يبوح برأيه فيها سوى لنفسه فقط ، ولا يمكنه رؤيتها فى الواقع فيبدأ اللاشعور باستحضارها فى أحلامه ليحاورها دون حدود مثل شخصيات : عبد الناصر والسادات.

2 – الأنا والتعبير عن الذات :

نستطيع الآن وبتطبيق نظريات فرويد فى التحليل النفسي فى معرفة الأنا عند كل شخصية من شخصيات الكاتب السيد حافظ.

وطريقة تعبير كل منهم عن ذاته ، فنجد كتابات فتحي رضوان التي يعبر فيها عن انكسار جيل كامل بعد نكسة 1967 ، وكذلك كاظم بعد محنة الاعتقال ، واحساسه بأن هناك من يراقبه حتى بعد خروجه ويراقب أفكاره التى تدور فى عقله ، تعبير سهر عن أحلامها ، حتى تهاني وتعبيرها عن الأنا بالبكاء تارة وببعض الكلمات لفتحي رضوان تارة لتعبر فيها عن حبها له ورغبتها فى البقاء بقربه.

3 – انا والوطن .. حب من طرف واحد.

ما بين الحاضر والأزمنة المختلفة فى كل الروايات هناك أشخاص عشقوا الوطن وأحبوا ترابه ، لكنه لم يبادلهم نفس الحب ، بل قابله بالجحود والنكران فنجد منذ الرواية الأولى إخناتون ، وتتوالى من بعده الحكايات مرورًا بالحاكم بأمر الله ، وصولاً إلى فتحي رضوان وجيله الذين نبذهم الوطن فاضطرهم إلى الهروب منه فى السبعينيات.

ونستعرض في هذا الجزء الكلمات التى وجهها هؤلاء للوطن يشكون قسوته.

 

4- الأنا والآخر :

بعد هروب المحبين من أوطانهم القاسية إلى بلاد أخري يبحثون فيها عن حياة كريمة ، أوفسحة للحرية؛ حرية الكلمة أو حرية الحياة دون تقاليد القبيلة والجبل ، يبدأ كل منهم فى التعبير عما رآه فى الآخر سواء فى المدن الجميلة ، أو ممن التقوا بهم من أشخاص من جنسيات أخرى، لنجد مثلاً انبهار فتحي روضان بنظافة دبي ونرى انبهار سهر بثرائها ، بينما نتعرف على ذلك الحقد الذي يُضمره أبناء كل جالية تجاه الأخرى.

5 – الأنا المثالي :

هذا الضمير الذى يتجسد لفتحي فى صورة رجل يشع منه النور ، كما نجد عبر الحكايات التى ترويها شهرزاد بعض الشخصيات التى تعتبر قدوة لمن حولها وفي زمانها ، مثل سيدنا موسى والكثير من الشخصيات الأخرى، ونكتشف رد فعل من حولهم سواء بالاقتداء بهم أو مهاجمتهم رغبة فى الانغماس فى الملذات.

6 – المرأة فى سباعية السيد حافظ :

هل هى نقطة ضعف أم بؤرة احتواء..

لطالما كانت المراة هذا الملخلوق الهادئ الذى احتار الكثيرون في فهمه وربما بسببها نشبت حروب ، وانهارت دول..

وعبر السباعية نجد المرأة محورًا هامًا للأحداث منذ الخطيئة الأولى للبشر حين عصى آدم أمر الله وأخذ التفاحة ، ورغم أن الشيطان أغوى آدم وحواء ، إلا أن البشر حملوا هذه المعصية لحواء وحدها دون آدم .. ثم هبطا إلى الأرض وتوالت الخطايا ، وكلما احتار البشر فى أسباب الذنوب ألقوا بها على كاهل المرأة واتهموها بالغواية .

وفى السباعية الكثير والكثير من الأحداث التي استضعفت فيها المرأة ، وكذلك لكي نكون منصفين فقد باعت روحها للشيطان أحيانًا .. ربما بعدما يئست من أن ينصفها البشر ويعفون عنها.

7 – الأنا والتصوف :

بعد العديد من الإرهاصات والإشارات يستجيب فتحي رضوان (مثل زيارات الحلاج وذي النون المصري له)

ومن خلال أحداث السباعية نجد الحالة الروحانية موجودة منذ البداية ، بداية من أحاديث إخناتون ومناجاته للإله آتون ، ومناجاة سيدنا موسى لله ، والآيات القرآنية الموزعة توزيعًا دقيقًا ومعبرًا وكذلك أثر بعض السور فى نفس فتحي رضوان 

مثل سورة الرحمن.

 للحصول على نسختك الإلكترونية:

اضغط هنا

مشاركة مميزة

Unlock a World of Wonder: Welcome to Al-Mashreq eBookstore 2025!

2025 Kids' Catalog   Get ready for an adventure like no other! We are thrilled to introduce the Al-Mashreq eBookstore, your new favorite...