الخميس، 17 يونيو 2021

تفائل بالخير تجده - الاستشاري الزراعي الدكتور/ أحمد عبد العال

من عدة سنوات، قرأت في المجلة الطبية البريطانية تساؤلات عن كيفية إفراج الرحمة عن (المقريحي) المتهم في حادث (طائرة لوكيربي)، وكيف إن العالم كان ضد قرار القضاء الاسكتلندي الذي اعتمد على تقرير الأطباء البريطانيين في أن السرطان استفحل في جسم المتهم، وأنه لم يبق له في الحياة إلا من ٣ إلى ٤ شهور، ومن ثم تم الإفراج عنه. وقد سافر وتم استقباله في ليبيا استقبال الأبطال.. ومرت الشهور وهو مازال على قيد الحياة، وامتدت الي سنة، بالرغم من استفحال السرطان في جسده. ماذا حدث في جسم هذا الرجل؟

هذه الأحداث كانت قبل سنة ٢٠١١ أي قبل ثورة الشباب على القذافي. كذلك شاهدت بعض من المعارف والأصدقاء والذين يعانون من أمراض عضوية خطيرة وقد أعطى لهم الأطباء فترة لا تتجاوز بضعة أسابيع، ولكن يكون تصميمهم على البقاء هو الذي يعطي حافز أقوى للبقاء عن المدة التي حددها الأطباء..

يوجد تفسير علمي لتلك الظواهر حيث إنه توجد علاقة واضحة بين جهاز المناعة والذي يعطي الطاقة للخلايا في الجسم لمقاومة أي مرض وبين مزاج الإنسان، فكلما كان يتمتع الفرد بما يقال عنه جودة الحياة أو الصحة النفسية، من الأمل، والطموح، والاستقرار النفسي ومن روح الانبساطية والفكاهة والدعابة، كلما كان الجهاز المناعي يعمل بكفاءة. بل إنه يوجد في تاريخ الطب معجزات بأن السرطان أو أمراض خطيرة يئس منها الطب وبعد فشل كل العلاجات، اختفى المرض وتوقف انتشاره في الجسم، وعاود الفرد نشاطه العادي وذلك بفضل علاقة الإرادة ونفسية الإنسان وجهاز المناعة...
يتكلمون في الغرب كيف أن (المقريحي) بعد عودته إلى ليبيا، وعاش بين أسرته وأصدقائه ووطنه، عادت إليه الحياة. بعد أن كان يائسًا مسجونًا، مريضًا ليس أمامه إلا الموت، وحدثت المعجزة في أنه استطاع مقاومة المرض، وكيف إن الحالة النفسية تستطيع أن تقوى جهاز المناعة.
يحكي أن بعض السيدات ذوات العزيمة والإرادة أصرين أمام الطبيب السرطان على أن العلاج الكيميائي لن يسقط شعرهن لأن الله معهن، ولقد سخر الطبيب الفرنسي المعالج من كلامهن. ولكن، عند متابعتهن، وجد إن إصرارهن وإرادتهن قد حققت توقعاتهن، ولم يسقط الشعر ولم يحتجن لأي غطاء للرأس أثناء العلاج الكيماوي..
ويتجه العلماء للاعتقاد بأن الله قد خلق للإنسان مخين، أحدهما في الجمجمة والآخر في الجهاز المناعي، حيث إنه وجد أن الموصلات العصبية و"الببتايدس" والمواد الأخرى التي يفزها المخ، يفرزها أيضًا جهاز المناعة.. وتوجد علاقة ارتباطية، فكلما تحسن المزاج والحالة النفسية، زادت قوة جهاز المناعة، أما الأسى والحزن والاكتئاب، فيضعف جهاز المناعة، لذا كثير ما نسمعه عن إصابة البعض بجلطة المخ أو القلب عند فقد عزيز، أو ظهور مرض السكر بعد حادث مؤلم، أو بداية للروماتيد بعد صدمة عصبية، أو ارتفاع الضغط بعد التعرض لكروب الحياة أو الإحباط..
إن الصحة النفسية والتفاؤل ووجود الأمل والصبر والابتسامة والإصرار والإيمان قد يقومون بمعجزات قد يعجز الطب عن تحقيقها، إن السعادة معدية.. والابتسامة تشع على الآخرين وكذلك اليأس والاكتئاب قد ينتشران على من حولهم..
دعونا نسلك طريق الأمل والتفاؤل والإيمان وجودة الحياة...

الاستشاري الزراعي والباحث والمحاضر/ د. أحمد عبد العال

للحصول على كتاب التنمية البشرية

اضغط هنا

سسس




الأخلاق والفطرة - الاستشاري الزراعي الدكتور/ أحمد عبد العال

هل طبائع البشر مرتبطة بالأخلاق داخل النفس البشرية؟؟ هل هما متكاملين؟ أم هما يسيران على خطين متوازيين داخل النفس البشرية؟ أم هما متعاكسين؟ أسئلة كثيرة قد تكون محيرة، ولكن لابد من إجابة!!! الكرم والجود، التواضع، التسامح، البخل، الإسراف، التعالي والغرور والكبرياء، التشدد والتنطع، العند.. كلها طبائع بشرية يكتسبها الإنسان منذ نشأته من البيئة والمجتمع وتربية أهله له، منها ما يتوافق مع الأخلاق الحميدة مثل الكرم والجود والصدق والأمانة والتواضع والتسامح، إذن هنا الطبع البشرية (طبيعته) يتوافق مع الأخلاق الحميدة، وهذا ما تنادي به الشرائع السماوية - خاصة الشريعة الإسلامية - وكذلك المذاهب الدينيوية التي تحث على مكارم الأخلاق....

أما العند والكبر والغرور والتعالي والبخل والإسراف، فهو ما يتوافق مع الطبائع الرديئة - ويمكن تسميتها مجازيًا الأخلاق الرديئة - إذن تتوافق الطبائع البشرية مع الأخلاق حسبما نشأ المرء وتربى عليه خلال حياته الأولى منذ طفولته إلى سن الرشد، وهي فترة تكون حياة المرء وخصاله وأخلاقه وطبائعه وعاداته وتقاليده..

إذن الأخلاق تتوافق وتتوائم مع طبائع البشر... الأخلاق المكتسبة من الشرائع السماوية ترفض الرديء من طبائع البشر رفض تام..

لكن تتوافق مع الجيد من الطباع، فلا يمكن أن إنسان متواضع متسامح نراه فظ غليظ أو نراه بخيلاً وعنيدًا، كذلك الحكيم لا يمكن أن نراه متعالي متكبر مسرف، كذلك الحليم لا يمكن أن نراه خبيث متعنت مهمل، وهكذا لا يمكن جمع الأضداد في نفس واحدة لا يمكن البتة..

الاستشاري الزراعي والباحث والمحاضر/ د. أحمد عبد العال

للحصول على كتاب التنمية البشرية

اضغط هنا



الثلاثاء، 15 يونيو 2021

الأنا والإبداع في سباعية الكاتب السيد حافظ - بقلم الدكتورة/ أمل درويش



الأنا والإبداع فى سباعية الكاتب الكبير السيد حافظ

بقلم د. أمل درويش.

 

قليلٌ من الكتاب من يغامر بطرح عدة رؤى وأشكال أدبية في سياق عمل واحد.

ولكن الكاتب الكبير السيد حافظ اعتاد السير في دروب وعرة يأنفها الكثيرون ويؤثرون الولوج في دروب أيسر متضحة المعالم، مكتملة الرؤية.

ونحن إذ ندخل عالم السيد حافظ الروائي نترك خلفنا كل القوالب المعتادة، ونستعد لرحلة في عمق محيط الإبداع نطرق أصدافه ونستكشف لآلئها.

وندنو من روضة الأجناس الأدبية المترامية الأطراف في جنبات سباعيته الروائية فنرتشف رحيقها وتركن الروح لبهائها.

وهذا ما دفعني أن قمت بعمل دراسة متعمقة في هذه السباعية الروائية للكاتب السيد حافظ وخلصت بهذه النتائج الملهمة لكل كاتب نستعرض ملامحها معًا وقد صدرت بشكل وافي ضمن كتاب التشاكل الأجناسي في سباعية السيد حافظ 

1- الهوية والانتماء :

تعد الهوية إشكالية كبرى إذا ما حاولنا تفسيرها ، فمن الناحية الفكرية والثقافية نجد الهوية العربية والإسلامية وكذلك النزعة الأجنبية .. وأما إذا ما أخذناها بالمفهوم الجغرافي نجد أنها مقسمة حسب كل جنسية حسب التقسيم الجغرافي الذى قام به المستعمر للبلاد العربية فجزأها بعد تجمع ، وقضى على وحدتها.

وأما إذا ما نظرنا إلى الهوية من الجهة البيولوجية نجد : هوية الذكر والأنثى ، وكذلك شواذ الهوية ، أو معدومي الهوية (الخصيان..) ويمكننا الاستعانة بالكثير من الأحداث والشخصيات والحوارات التى تعبر عن كل هذه الأنواع والأشكال للهوية ، والانتماء .

على حين يتجسد أمامنا اللاشعور : استمد فرويد مفهومه عن اللاشعور من خلال نظرية الكبت ، واعتبر أن المكبوت نموذج للاشعور وبدوره قسم اللاشعور إلى قسمين :

اللاشعور – الذي يكون كامنًا ولكنه يستطيع أن يصبح شعورياً ، واللاشعور المكبوت الذى لا يستطيع بذاته وبدون كثير من العناء أن يصبح شعوريًا .

ثم يقول فرويد : إن الأنا يشمل الشعور ، وهو يشرف على وسائل الحركة ، أى تفريغ التهيجات فى العالم الخارجى، والمنظمة العقلية التى تشرف على جميع العمليات العقلية ، وتنام بالليل لكنها تستمر بالرقابة على الأحلام ، والأنا أيضًا يصدر الكبت.

وبتطبيق ذلك على السباعية ، نجد أن الأنا عند فتحي رضوان تفقد سيطرتها على أحلامه ، وينطلق اللاشعور ، فيستحضر له الشخصيات التي يحمل بداخله إحساساً بالكبت تجاهها ، فهو لا يستطيع أن يبوح برأيه فيها سوى لنفسه فقط ، ولا يمكنه رؤيتها فى الواقع فيبدأ اللاشعور باستحضارها فى أحلامه ليحاورها دون حدود مثل شخصيات : عبد الناصر والسادات.

2 – الأنا والتعبير عن الذات :

نستطيع الآن وبتطبيق نظريات فرويد فى التحليل النفسي فى معرفة الأنا عند كل شخصية من شخصيات الكاتب السيد حافظ.

وطريقة تعبير كل منهم عن ذاته ، فنجد كتابات فتحي رضوان التي يعبر فيها عن انكسار جيل كامل بعد نكسة 1967 ، وكذلك كاظم بعد محنة الاعتقال ، واحساسه بأن هناك من يراقبه حتى بعد خروجه ويراقب أفكاره التى تدور فى عقله ، تعبير سهر عن أحلامها ، حتى تهاني وتعبيرها عن الأنا بالبكاء تارة وببعض الكلمات لفتحي رضوان تارة لتعبر فيها عن حبها له ورغبتها فى البقاء بقربه.

3 – انا والوطن .. حب من طرف واحد.

ما بين الحاضر والأزمنة المختلفة فى كل الروايات هناك أشخاص عشقوا الوطن وأحبوا ترابه ، لكنه لم يبادلهم نفس الحب ، بل قابله بالجحود والنكران فنجد منذ الرواية الأولى إخناتون ، وتتوالى من بعده الحكايات مرورًا بالحاكم بأمر الله ، وصولاً إلى فتحي رضوان وجيله الذين نبذهم الوطن فاضطرهم إلى الهروب منه فى السبعينيات.

ونستعرض في هذا الجزء الكلمات التى وجهها هؤلاء للوطن يشكون قسوته.

 

4- الأنا والآخر :

بعد هروب المحبين من أوطانهم القاسية إلى بلاد أخري يبحثون فيها عن حياة كريمة ، أوفسحة للحرية؛ حرية الكلمة أو حرية الحياة دون تقاليد القبيلة والجبل ، يبدأ كل منهم فى التعبير عما رآه فى الآخر سواء فى المدن الجميلة ، أو ممن التقوا بهم من أشخاص من جنسيات أخرى، لنجد مثلاً انبهار فتحي روضان بنظافة دبي ونرى انبهار سهر بثرائها ، بينما نتعرف على ذلك الحقد الذي يُضمره أبناء كل جالية تجاه الأخرى.

5 – الأنا المثالي :

هذا الضمير الذى يتجسد لفتحي فى صورة رجل يشع منه النور ، كما نجد عبر الحكايات التى ترويها شهرزاد بعض الشخصيات التى تعتبر قدوة لمن حولها وفي زمانها ، مثل سيدنا موسى والكثير من الشخصيات الأخرى، ونكتشف رد فعل من حولهم سواء بالاقتداء بهم أو مهاجمتهم رغبة فى الانغماس فى الملذات.

6 – المرأة فى سباعية السيد حافظ :

هل هى نقطة ضعف أم بؤرة احتواء..

لطالما كانت المراة هذا الملخلوق الهادئ الذى احتار الكثيرون في فهمه وربما بسببها نشبت حروب ، وانهارت دول..

وعبر السباعية نجد المرأة محورًا هامًا للأحداث منذ الخطيئة الأولى للبشر حين عصى آدم أمر الله وأخذ التفاحة ، ورغم أن الشيطان أغوى آدم وحواء ، إلا أن البشر حملوا هذه المعصية لحواء وحدها دون آدم .. ثم هبطا إلى الأرض وتوالت الخطايا ، وكلما احتار البشر فى أسباب الذنوب ألقوا بها على كاهل المرأة واتهموها بالغواية .

وفى السباعية الكثير والكثير من الأحداث التي استضعفت فيها المرأة ، وكذلك لكي نكون منصفين فقد باعت روحها للشيطان أحيانًا .. ربما بعدما يئست من أن ينصفها البشر ويعفون عنها.

7 – الأنا والتصوف :

بعد العديد من الإرهاصات والإشارات يستجيب فتحي رضوان (مثل زيارات الحلاج وذي النون المصري له)

ومن خلال أحداث السباعية نجد الحالة الروحانية موجودة منذ البداية ، بداية من أحاديث إخناتون ومناجاته للإله آتون ، ومناجاة سيدنا موسى لله ، والآيات القرآنية الموزعة توزيعًا دقيقًا ومعبرًا وكذلك أثر بعض السور فى نفس فتحي رضوان 

مثل سورة الرحمن.

 للحصول على نسختك الإلكترونية:

اضغط هنا

الاثنين، 14 يونيو 2021

معيار الأخلاق - الاستشاري الزراعي الدكتور/ أحمد عبد العال

هل الأخلاق تتغير بتغير الزمن أو بمروره؟ أم إنها ثابتة ونحن البشر متغيرون؟ قبل الإجابة، نذكر الناس بأن الأخلاق تستمد حياتها أو قوتها من الشرائع السماوية، فالشرائع متفقة على أن الزنا والسرقة وشرب الخمر من المحرمات، وأن اغتصاب أموال الآخرين أو حقوقهم، وظلم الناس والديكتاتورية وقتل الأنفس بدون وجه حق من الكبائر، وهذه هي منبع وقوة الأخلاق...


إذن، فالأخلاق لا تتغير بمرور الزمن وتغيره، بل الناس هي التي تتغير من الأفضل إلى الأسوء أخلاقيًا.. ولا يسموا بأنفسهم إلى العلا...

وتغير مفهوم الأخلاق في المجتمعات البشرية إلى ما يعرف عند الكثير من الناس بالضمير، والضمير كلمة مطاطة تتغير بتغير ثقافات الأفراد والشعوب، فما لا يقبله ضميري يقبله ضمير نظيري في دولة أخرى، وما يقبله ضمير جماعة يمكن ألا يقبله ضمير جماعة أخرى..

إذن الضمير ناتج ثقافة شعوب، لا تربية شرائع سماوية أو مذاهب دينيوية، الشرائع السماوية والمذاهب الدينيوية تحترم الكبير وتوقر العالم، وهذه من الأخلاق ولكن حاليًا نجد في صغار السن من الأطفال والمراهقين وما فوقهم لا يفعلون ذلك - أي عدم احترام الكبير - والبر بالوالدين من أخلاق الشرائع السماوية والمذاهب الدينيوية.. بل وقد وجدوا في عشائر الذئاب أن الشباب منها تبر أبويها عند الكبر، ولكن اليوم لا تجد من تربى على ذلك، بل وجدنا من ألقى بأبويه أو أحدهما في دار المسنين...

كل فساد نجده اليوم على أرض الواقع في أمتنا العربية نتيجة ضياع الأخلاق بين أبنائها وتركهم التدين الصحيح إلا من رحم ربي.. إذن الأخلاق ثابتة بثبوت الشرائع السماوية ولا تتغير.. بل الناس هي التي تتغير أخلاقهم الي الأسوء إلا من رحم ربي - نظرة إلى حال الشارع المصري في الوقت الحالي وقولوا ماذا ترون -

الحل يكون في الرجوع إلى تربية الأجيال القادمة على الأخلاق ارتباط بالتشريعات السماوية، وتعليمهم  إن الخلق القويم من فضائل الحياة والذي يجب التمسك به، وإن التدين الحقيقي يؤدي إلى حياة أرقى وأفضل في الدارين...

الاستشاري الزراعي
أحمد عبد العال أحمد




الأحد، 13 يونيو 2021

الكراهية العاقلة - للشاعرة/ زيزي الششتاوي

استمرار بعض العلاقات لفترة طويلة برغم أن فعاليات هذه العلاقات غير مفهومة، فهذا لا يرجع إلى الحب المطلق، بل يرجع لأن كلا الطرفين على دراية تامة أن الطرف الآخر لا يمكن أن يحل محله أحد آخر.

مثل المدير الذي يكره أحد موظفيه لسبب ما، ولكن لا يستطيع إقالته لأنه متأكد إن موظف بهذه الكفاءة لا يحل محله آخر، بنفس المرتب الضئيل، وأيضا بعض الأزواج مستمرين لأنهم عاقلين كفاية أن يتفهموا كيف ستصبح نفسية أولادهم بعد الانفصال، وإن كل منهم أفضل اختيار في مكانه..

وأيضا الأصحاب، يمكن للعلاقة بينهم أن تدوم لوجود مصالح مشتركة أو أفكار متشابهة.. وأيضا بعض الحموات - وليس أغلبهم - يتعاملن بحكمة مع الطرف الآخر، سواء زوج ابنة أو زوجة ابن، لخوفهن الشديد على أولادهن بعد فشل حياتهم الزوجية، فيتعاملن بإدارة وحكمة، وهن بداخلهن غير محبين للطرف البعيد.

وكذلك لو فكرنا لبرهة، لوجدنا الكثير من العلاقات مثيرة وغير مفهومة، ونتساءل كيف إنها مستمرة حتى الآن..

"معظم الأشخاص ليسوا مخلصين لك، فهم مخلصين لاحتياجاتهم التي لديك. فبمجرد أن تتغير احتياجاتهم، يتغير إخلاصهم" جبران خليل جبران.

إخوة يوسف عندما كانت لهم مصلحة مع أبيهم قالوا: "أخانا" وعندما انتهت المصلحة قالوا: "ابنك".

أنا أري إن هذه العلاقات تستهلك الطرف المحب نفسيًا ومعنويًا وجسديًا أيضًا، لأنه يبذل مجهود كبير في العطاء لطرف لا يري هذا المجهود أو العناء، لأنه يشعر أنه يبذل مجهود فقط ليتحمل الواقع، لأنه غير راضٍ عنه، فيضيع عمر الطرف المحب في العطاء والحب على أمل أن يشعر به الطرف الآخر، وهذا لا يحدث، فيبدأ المحب في أن يُستهلك تدريجيًا وتذبل مشاعره، ويتأثر نفسيًا لضياع العمر مع الشخص الخطأ. أو يتحول لنسخة أخرى من القسوة، وتبلد المشاعر، والرغبة في الأخذ دون عطاء.

وهذه العلاقات تجعلنى أقول: "يقف الشيطان متعجبًا لسواد نوايا البشر، قائلا: تفوقتم في الشر علي بنى إبليس يا بنى البشر"

كتاب الشاعرة زيزي الششتاوي: 

ديوان النيران







السبت، 12 يونيو 2021

الاستعمار الثقافي ورؤية جديدة - الاستشاري الزراعي الدكتور/ أحمد عبد العال

إن الجماهير المغلوبة على أمرها في القارات كلها تجري في الطرقات لا تعرف لها هدف وتبحث عن الملذات في ظنها تريد التشبع منها والبحث عن المزيد!!

لقد نجح الاستعمار الثقافي في فرض طابعه علينا َبتعليق قلوبنا وعقولنا بكلمات جديدة، كما يقول الأستاذ هيثم الخياط : "التنوير، الحداثة، والجديد، والمعاصرة، والتحرر، وثقافة العصر" وهي كلمات تخفي وراءها نسيان الماضي الزاهر، وتبغي إهالة التراب لا على الوحي المحمدي وحده، بل على تراث النبيين أجمعين!!"
يقول شيخنا الفاضل (الغزالي): "سمعت أحد الناس يقول: نحن في عصر الفضاء والذرة وهناك ناس تعيش في عصر الناقة والأطلال!!
قلت له: نحن لا نتكلم في وسائل النقل، بل نتكلم عن وظائف العقل.. إن الذين يجحدون الوحي الأعلى هم فريق من الدواب، وإن غطوا أجسامهم بالمزركش من الثياب ونقلتهم الطائرات بين المشاتي والمصايف.."
إن الاستعمار الثقافي بدأ منذ قرنين، يوم أن أتى ذلك الطاغوت الماجن نابليون بخيله ورجاله وغزا بلادنا بأساطيله وجحافله ليقضي على بوادر نهضتنا الحديثة.
ونترك الكلام للأستاذ الدكتور هيثم الخياط يحدثنا عن هذه النهضة التي حمل لواءها آنذاك "البغدادي"  "صاحب الخزانة" والزبيدي صاحب "تاج العروس" والجبرتي الكبير صاحب المخترعات الميكانيكية والصنائع الحضارية التي تعلمها منه طلاب الفرنجة وذهبوا إلى بلادهم كما يقول (عبد الرحمن الجبرتي المؤرخ) فنقلوا إليها معارفنا!..
وقد استطاع "بونابرت" أن يحقق مراده بكل شراسة فكان يأمر كل يوم بقتل خمسة أو ستة من التلاميذ النابهين لهؤلاء العلماء الأعلام، ثم كلف خليفته "كليبر" أن يجمع المئات من المصريين والمماليك وأن يسفرهم إلى فرنسا ليعتادوا على لغتها وتاريخها ويشهدوا تقدمها وارتقاءها، ثم يعودون إلى مصر مبشرين بحضارة الغرب.. ولقد حدث هذا ووجدنا ما خرج علينا منهم ومن أبنائهم من يشيد بالحملة الفرنسية ويجعلها سبب تقدم مصر ومعرفة العلوم الحديثة...
يقول أمين سامي باشا في كتابه "تقويم النيل": لما غادر الفرنسيين مصر صاغرين، حملوا من الأوراق والكتب لا ما يخصهم فقط بل كل ما رأوه نافعًا لهم ... فهل نعرف تاريخنا ونذكر ما لنا وما علينا...

كتاب الدكتور أحمد عبد العال

الخميس، 3 يونيو 2021

حكايات عم حسن وتجليات نجاة - محمد فوزي

 أثناء مراجعتي لكتاب عم حسن وتجليات نجاة للكاتب/ محمد فوزي طه، شعرت أنني عبرت نفقًا مظلمًا قصيرًا، ثم وصلت إلى عالم جديد ولكنه عالم مريح ومشرق.. عم حسن، الرجل الشيخ الذي تخطى عامه السبعين، رجل طيب، عاش في قرية بسيطة وقضى حياته في الكد والعمل، وإلى جواره وليفته وزوجته نجاة التي أحبها ثم عشقها، حتى أنه لم يتعامل يومًا مع حقيقة أنها توفيت.. فهو مازال يعيش في كنفها، ويتمتع بعنايتها.. ولا يكف عن عشقها ولو لثانية واحدة..

والعجيب في الأمر أن نجاة أحست به وهي في العالم الآخر، وتكررت تجليات نجاة لراوي القصة أو لعم حسن نفسه، لتتمم التكامل العجيب، وتثبت أن الحياة والموت لا يفرقان بين الأحبة، ولكنهما لما يكونا مجرد حبيبين.. 

يروي الكاتب تلك الرواية ليعكس الواقع المصري الريفي، ويؤكد ذلك باللهجة الفلاحي البسيطة المحببة إلى الجميع، لهجة أهالينا في قرى ضواحي والأقاليم..

أنصح بقراءة الرواية، والانتقال عبر النفق المظلم إلى الساحة الواقعية والخيالية في نفس الوقت، التي جرت فيها أحداث تلك الرواية..

للحصول على الرواية

اضغط هنا




مشاركة مميزة

Unlock a World of Wonder: Welcome to Al-Mashreq eBookstore 2025!

2025 Kids' Catalog   Get ready for an adventure like no other! We are thrilled to introduce the Al-Mashreq eBookstore, your new favorite...